

أمسك زكريا بالونه الأحمر بقوة اليوم. هبت نسمة خفيفة وطار فجأة بعيدًا. ركض خلفه وهو يلوح صارخًا انتظر. قال بحزن: ارجع يا بالون، ارجع. توقف متعبًا، وجلست الدموع بعينيه قليلاً.

نام مبكرًا، وهو يعانق الأمل الدافئ. عاد البالون في حلمه مبتسمًا إليه. همس البالون: هل نطير معًا الليلة؟ قال زكريا: نعم، سأمسك خيطك جيدًا. انفتحت النافذة، وخرجا نحو السماء معًا.

فوق السطوح، لمع الليل كالحرير الهادئ. قال البالون: تنفّس، الريح صديقنا الآن. ضحك زكريا، وقلبه صار خفيفًا جدًا. تشابكت أصابعه بالخيط، بلا خوف أبدًا. قال: أثق بك، يا بالوني الحبيب.

لامسوا سحابة تشبه خروفًا أبيضًا ناعمًا. قال زكريا: تبدو كالقطن الطري فعلًا. داروا حولها، ثم قفزوا خفيفًا ضاحكين. قال البالون: لا تقلق، أنا قريب. رد: معك أشعر بالأمان دومًا، حقًا.

لمعَت النجوم مثل عيون صغيرة سعيدة. قال زكريا: فلنعدها معًا الليلة كلها. عدّا واحدة، اثنتين، ثم ضحكا طويلًا. قال البالون: تمنَّ أمنية من قلبك. همس: أتمنى رحلة أخرى قريبًا أيضًا.

مرّت نسمة دافئة تهدهدهما برفق معًا. قال البالون: أمسك بي أكثر قليلًا. تشبث زكريا بالخيط مبتسمًا مطمئنًا هادئًا. دارا كراقصين فوق المدينة ليلًا بسعادة. قال: أنا شجاع معك الآن حقًا.

رسمت ذرات ضوء طريقًا ذهبيًا لامعًا. كتب البالون اسمهما بين السحاب عاليًا. قرأ زكريا: زكريا والبالون، أصدقاء دائمًا. قال البالون: الصداقة تجعلنا نطير أبعد. ابتسم، وقلبه امتلأ نورًا ودفئًا جميلًا.

أسفلهم نامت البيوت كقصص هادئة جميلة. أشار زكريا إلى نافذته الصغيرة المضيئة. قال: هناك سريري، ووسادتي المفضلة البيضاء. رد البالون: سنعود حين ترغب دومًا. لوّحا للبيت، وغنّيا ليلًا لطيفًا قصيرًا.

تثاءب زكريا، وثقل جفناه رويدًا رويدًا. قال البالون: وقت العودة يا بطل. أجاب: لكن الرحلة كانت رائعة جدًا. قال: سنكررها عندما تغمض عينيك مستقبلًا. عانقه بالخيط برفق ودفء كبير محب.

بدأت ألوان الفجر تصبغ السحاب ورديًا. تمهّل البالون، وهبطا كريشتين خفيفتين هادئتين. قال زكريا: صباح جميل ينتظرنا قريبًا. أجاب البالون: وسلامُ قلبك أجمل دائمًا. قبّل الهواء وجنتيه بابتسامة صغيرة مطمئنة.

عاد لسريره، وغطّى نفسه بهدوء ودفء. قال البالون: سأقف عند نافذتك الليلة. همس زكريا: شكرًا لرحلتك الحنونة الجميلة. لمس الخيط جبهته كقبلة رقيقة محبة. أغمض عينيه، وابتسم بسلام عميق آمن.

استيقظ مبتسمًا، والقلب مليء ضياءً دافئًا. نظر للسماء، ولوّح بخيطٍ متخيل صغير. قال: أراك ليلًا يا صديق السماء. رسم بالونًا أحمرَ على ورقة جميلة. حمل الرسم، وشعر أنفاس الرحلة قريبة.
--:--
--:--
0/12