
استيقظ يزن على زقزقة العصافير، وتناول فطوره بسرعة لكي يبدأ يومه. كان يشعر بالفضول عن الأشياء الغامضة في المنزل، خاصة ذلك الصندوق القديم في الخزانة.

فتح يزن الصندوق بحذر، وقفز قلبه فرحاً عندما وجد أدوات النجارة وخيوطاً وأزراراً من الخشب وقماشاً ملوناً. لاحظ يزن ورقة قديمة بين الأدوات.

قرأ يزن بصوت مسموع: "من يعمل بيده، يبني قلباً صبوراً وعقلاً مليئاً بالعجائب." شعر بالحماس لرؤية عالم جديد بانتظاره.

جلس يزن على الأرض وصار يجرّب المطرقة والمسامير ويقص القماش. بدأ في صنع بيت خشبي صغير بيديه.

لمع في رأس يزن فكرة رائعة: لماذا لا أعرض ما صنعت؟ جرى بسرعة ليخبر أخته جنان بها.

جمعت جنان ويزن الطاولات والكراسي في الحديقة الخلفية. رتبا البيت الخشبي والطائرة الورقية والرسومات الملونة بعناية.

ذهبت جنان لدعوة الجيران والأصدقاء، وقالت لهم بحماسة: "يزن لديه معرض خاص اليوم!" ضحك الجميع وانتظروا الموعد.

وقف يزن أمام الجميع، وقلبه يدق من الحماس والخوف. بدأ يشرح قائلاً: "كل هذه الأشياء صنعتها بنفسي... ليست من المتجر."

صفق الضيوف بإعجاب وسأل أحد الجيران: "كيف تعلمت كل هذا يا يزن؟" أجاب يزن مبتسماً: "كل خيط معقود علمني كيف أفك عقدة داخلي."

شعرت جنان بالفخر بأخيها وقالت: "أنت فنان حقيقي!" عانق يزن أخته وقال: "العمل اليدوي ممتع إذا جربناه معاً."

استيقظ يزن في صباح اليوم التالي وهو يفكر: "أي فكرة جديدة سأجربها اليوم؟" بدأ يبحث عن أشياء أخرى ليعيد تدويرها.

صار يزن يحب الأعمال اليدوية، وكل يوم يكتب أفكاره ويرسمها. أدرك أن الإبداع لا نهاية له طالما القلب مفتوح واليد تعمل.